[أسامة بن عطايا العتيبي]

يا علي الحلبي: في بداية ردك على شيخنا الشيخ صالح السحيمي ما يدل على سوء أدبك مع العلماء وانحرافك عن جادة الصلحاء

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد:

فقد كتب المبتدع علي الحلبي مقالاً عنونه بـ "التنبيه العلميّ على كلام الشيخ صالح السُّحيميّ" بدأه باللمز كعادته، والطعن المبطن كسجيته المعروفة، وتضمن مقاله جهلاً مركباً، وضلالاً بيِّناً ..

أولاً: قال الحلبي: "أولاً : أنا أعذر فضيلة الشيخ –وفقه الله-بما صدر عنه من هذه الكلمات الباطلة ؛ لظرفه الشخصي الخاص ، الذي لا يتمكّن -بسببه-من المتابعة الشخصية لأكثر-ولا أقول: لكثير!-مما يجري ويقع على الساحة العلمية من..ومن ....ومن...وأسأل الله -تعالى-أن يعوّض فضيلتَه –جزاء صبره- الجنةَ..."

فهذا تعريض من الحلبي بالشيخ العلامة صالح السحيمي لكونه لا يبصر بسبب ما ابتلاه الله بفقد عينيه، واتهام له بأنه تكلم بالباطل بسبب عدم قدرته على المتابعة الشخصية!

وهذه التهمة نفسها توالت من الحلبي طعناً في الشيخ العلامة عبدالعزيز آل الشيخ حفظه الله، ثم بالشيخ العلامة عبيد الجابري حفظه الله، ولست متأكداً من ذاكرتي هل سلك نفس الطريقة مع الشيخ الإمام ابن باز رحمه الله في بعض كلامه في كتابه سؤالات الحلبي للشيخ الألباني رحمه الله أم لا فيراجع الموضع الذي فيه اللمز في ذلك الكتاب..



ثم بين أخونا الفاضل حمود الأثري موضع كلام الحلبي في لمزه بالشيخ العلامة الإمام ابن باز رحمه الله وهو في سؤالاته للشيخ الألباني رحمه الله(2 / 117- 118 ) مع عدم الجزم بصحة تلك الفتاوى التي وردت من طريق الحلبي دون إسناد آخر أو توثيق من مصدر آخر صحيح كما نبه عليه أخونا الفاضل..

والله سبحانه وتعالى يقول: {وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ} [الهمزة/1] ، وقال تعالى : { هَمَّازٍ مَشَّاءٍ بِنَمِيمٍ} [القلم/11]

وقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((إن خيار عباد الله من هذه الأمة الذين إذا رؤوا ذكر الله تعالى، وإن شرار عباد الله من هذه الأمة المشاؤون بالنميمة، المفرقون بين الأحبة، الباغون للبرآء العنت))[السلسلة الصحيحة(رقم2849)] وحال هؤلاء الشرار كحال الحلبي ومن على شاكلته من أهل الظلم والبغي والعدوان والإفك والبهتان ..

فإن قالوا: إن اتهام العالم بأنه لا يقرأ ما يكتب في الموقع أعظم من التعريض به بأنه لا يبصر!!

وهذا من سفسطة الحلبي وأتباعه لأن وصف العالم بأنه لا يقرأ شيئاً مخصوصاً قد ذكره العالم عن نفسه، وعدم القراءة ليس للعجز عن ذلك بل لعدم فراغه أو انشغاله بشيء آخر.

فلو قال العالم قد اطلعتُ وقرأت ذلك الشيء ثم نقول له أنت لم تقرأ ولم تطلع لكان هذا تكذيباً للشيخ وقدحاً فيه، أو اتهامه بأنه لا يقرأ لأنه منحاز لطرف ونحو ذلك فهذا الذي فيه قدح في العالم..

ومعلوم أن الذي لا يبصر لا يكون ذلك مانعاً من المتابعة كما يرمي إليه الحلبي، بل هذا رمي له بالعجز، أو بسوء الظن أنه يتكلم عن موقع يذكر فيه الشيخ أنه اطلع وهم يقولون لا، لم يتابع!!!!

كما أني أريد الإشارة إلى قضية بدعية ينتهجها الحلبي وأتباعه أن الحكم على شخص أو موقع أو كتاب لابد فيه من الاطلاع على جميع ما في الموقع أو قراءة جميع الكتاب أو تتبع كتابات الشخص جميعاً وهي بدعة صوفية غريبة لا يقولها عاقل ..

فإذا وجدت قواعد باطلة في أول الكتاب قررها كاتبها فهذا كافٍ في وصف الكتاب بأن فيه ضلالاً وأن فيه تأصيلات باطلة ونحو ذلك ..

وهذه مسألة تحتاج إلى مزيد بيان تكشف فيها شبهات الحلبي وأتباعه، مع ما سبق من رد وبيان وكشف لها ..

ثانياً: زعم الحلبي أن وصف الشيخ صالح السحيمي حفظه الله لموقعه بكل الخلفيين وأنه مشبوه وأن أولئك قطاع طرق يلزم منه وصف جميع أعضاء موقع كل الخلفيين بأنهم خلفيون مشبوهون قطاع طريق ومع أن هذا ليس بلازم لفظ الشيخ لأن كلامه على الموقع، وأهدافه الظاهره في المقالات التي يكتبها الحلبي نفسه، والتي يكتبها مشرفوه، والتي يكتبها أكثرهم سعاراً واستعاراً (يسمى "عضو نشيط" وهو عضو مسعور)، وبعض ما يكتبه الأغمار، فمقالاتهم الكثيرة مشتملة على نصرة البدع وأهلها، وحرب السلفية وأهلها، وتأصيلات وقواعد فاسدة، وكذب وفجور، وضلال وانحراف، ونميمة وتحريش فكل هذه الأوابد عند علي الحلبي لا تستحق أن يقال عن الموقع الذي يحويها بأنه "موقع مشبوه" وموقع "كل الخلفيين" وأصحابه "قطاع طريق" ؟!!

لَمَّا يقول العلماء عن جماعة التبليغ إنهم صوفية عصرية، هل كل من انتسب إلى جماعة التبليغ يقال عنه صوفي عصري؟ وهل الشيخ الألباني رحمه الله قد ظلم أفراد جماعة التبليغ لوصفه لجماعتهم بأنهم صوفية عصرية؟!!

وأنت أيها الحلبي: لما تصف أنت وجماعتك وحزبك شبكة سحاب بسباب وخراب ونحوها والبيضاء بالبيداء وأنهما من شبكات أهل الغلو ألا يلزم من ذلك وصف جميع أعضاء شبكتي سحاب والبيضاء بأنهم أهل غلو؟ أليس هذا هو عين ما عِبته على شيخنا الشيخ صالح السحيمي؟!!

فأين عقولكم ؟

مع أننا نقول: جميع أعضاء موقع كل السلفيين على ضلال لكونهم انتموا إلى ذلك الموقع البدعي، وهم منحرفون عن منهج السلف، وهذا الكلام يشمل جميع الأعضاء بلا استثناء، أما كونه جاهل أو غير جاهل فهذا أمر آخر، فالله أحكم الحاكمين هو الذي يحكم بين عباده، ولكن نحن نحكم بظاهر الأمر أن ذلك الموقع من مواقع أهل البدع، ومن كتب فيه مناصراً للحلبي وبدعه وقواعده فهو مثله في الابتداع، ومن سجل فيه جهلاً بحال الحلبي فهذا يعلم ويبين له حتى ننقذه من الضلال، أما من كتب فيه لرد أباطيل القوم وظن أن هذا لتخفيف شرهم فهو مخطئ ولكن لا نعطيه حكم أولئك لأنه ليس مناصراً ولا مؤيداً لهم بل هو على عكسهم .

وهذا مثل من ينتمي إلى تنظيم القاعدة، أو جماعة الإخوان، أو حزب التحرير، أو جماعة التبليغ، أو جمعية العدل والإحسان سواء كان عالماً بقبح عقيدتهم، أو جاهلاً بحالهم فبمجرد انتسابه إلى تنظيم أو جماعة بدعية فهو قد اكتسب الوصف الشرعي الذي وصفوا به، وهو على ضلال وانحراف ولو كان جاهلاً في زعمه..

ثالثاً: زعم الحلبي أن موقعه كل الخلفيين "مدرسة علمية..استفاد منها الكثيرون .. ويرجع إليها –ولا يزال- الأكثرون..يتباحثون..ويتناقشون ..ويستفيدون...يا شيخ:نحن نقول للمخطئ: مخطئ...ولكن ؛ لا نظلمه..ولا نعمم الحكم عليه بالظن والتخمين...."

نعم هي مدرسة لتعليم المكر وقلة الأدب مع العلماء، هي مدرسة للدفاع عن رسالة عمان المتضمنة للدعوة إلى حرية الأديان، وتعطيل جهاد الطلب، هي مدرسة للطعن في العلماء السلفيين ورميهم بالغلو والإقصاء، هي مدرسة لتعليم الصغار الذل والصَغار بالبعد عن العلماء والالتفاف حول السفهاء..

نعم هي مدرسة الحلبي النموذجية التي يؤصل فيها للمكر والخداع واللف والدوران، ويؤسس فيها للكذب والعصبية والبهتان، ويؤصل فيها للفجور في الخصام وطباع النذالة واللؤم والعصيان..

أما تبرؤك من الظلم فعجيب غريب، وكأنك لا تبصر ما في موقعك من الظلم والكذب والبهتان ..

ألستم في موقعكم يا أيها الفجار زعمتم أني أفتيت بحرق كتب عبدالمالك رمضاني ؟ وزعمتم كذباً وفجوراً أن الشيخ صالحاً السحيمي عناني بكلامه مع أني بريء من تلك التهمة الحدادية الجائرة ..

أليس في موقعك وصف مواقع عديدة للسلفيين بأنها مواقع الغلو والإقصاء هكذا بالجملة؟

أليس في موقعك التصدي للشيخ العلامة ربيع المدخلي بوصفه بأقبح الأوصاف واتهامه بشتى التهم والكيل بمكيالين؟

أليس في موقعك الإجلال للقطبيين كمحمد حسان والحويني وعرعور والمأربي والمغراوي ونحوهم من أهل الضلال؟

فهذه مدرستك، وهذه أخلاقك وزبانيتك، وهذا أدبك وحلمك!! وخلقك مع من ينصحون الأمة ببيان ضلالك وأباطيلك..

رابعاً: قال الحلبي: "ونحن -والحمد لله- في زمان (الربيع السلفي)-ولا أقول:(الربيع العربي!!)- ؛ فـزمان الخوف ولّى...إلا من جلال المولى..."

هذا فيه تشبه بالكفار الذين يؤيدون المظاهرات والاعتصامات والانقلابات للتغيير، ويسمون ما مكروا به من تلك الأعمال بالربيع العربي..

ونحن نعلم هذا من الحلبي قبل أن يصرح به هنا، فنحن نعلم أنه يعمل على الانقلاب على علماء السلفيين منذ أكثر من ثلاثة عشر عاماً، ومن دلائل ذلك وثيقة الصلح في بريطانيا وفي أمريكا (وكلاهما-بريطانيا وأمريكا- مهد حركة التغيير فيما يسمونه بالربيع العربي وكأن الحلبي من أساطين المخابرات البريطانية والأمريكية!!! أو ممن يسيرون بسيرتهم!!) ..

واجتماعاتك المشبوهة، واتصالاتك ولقاءاتك وزياراتك لبعض أهل الانحراف والضلال للكيد بالدعوة السلفية ومشايخ السلفيين أمر معلوم عندنا وليس خافياً والحمد لله، لكنه خفي على كثير من الناس وحسنوا ظنهم بك ولم يعرفوا حقيقتك ..

وكلمتك هذه (ولّى زمن الخوف) قد قالها من قبل صاحبك في الشر : أبو الحسن مصطفى المأربي عامله الله بعدله ..

فبموت الإمام الألباني، وإزاحتك منافسك المبتدع محمد شقرة من طريقك ولى زمن الخوف عندك أيها الحلبي الماكر ..

وبموت الشيخ مقبل الوادعي رحمه الله ثم بموت الشيخ الألباني رحمه الله ولى زمن الخوف عند المأربي الماكر..

ولكن للأسف أن زعمكم أن زمن الخوف ولى فيه كذب ظاهر منكم، لأنكم رغم ما تبطنون من بدع كبرى إلا أنكم لا تحاولون إبرازها وإبراز بقية بلاياكم لعموم الناس خوفاً من الفضيحة، فتمهدون، وتروضون أتباعكم لقبول ما تخططون له من حزبية إخوانية تلحقون بها ركب من تثنون عليهم من القطبيين أصحاب حزب النور السلفي!!

فالمأربي قد أظهر نوع شجاعة فأيد ذلك الحزب الخلفي، والحلبي ما زال يقدم رجلاً ويؤخرها خوفاً من الأتباع، فهو بين الفينة والأخرى يجس نبض أتباعه في موقع (كل الخلفيين) ولم يجدهم جاهزين بعدُ!!

وأريد أن أنبه أتباع الحلبي أن من عادة الحلبي أن يستعظم ما ذكرته عنه من تخطيط، ويتبرأ منه أعظم البراءة، وينفيه أشد النفي وهذا من شدة مكره وكيده واستيلاء الشيطان عليه بحيث إنه ينطق على لسانه، ويكتب ببنانه، ويغلب على خاطره وفؤاده فاحذروه واحذروا مكره فهو من شياطين الإنس كما قال الإمام البربهاري رحمه الله: "واعلم أن الخروج عن الطريق على وجهين : أما أحدهما: فرجل قد زل عن الطريق وهو لا يريد إلا الخير فلا يقتدى بزلته فإنه هالك.
ورجل عاند الحق وخالف من كان قبله من المتقين فهو ضال مضل شيطان مريد في هذه الأمة حقيق على من عرفه أن يحذر الناس منه ويبين لهم قصته لئلا يقع في بدعته أحد فيهلك"

والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد

كتبه: أسامة بن عطايا العتيبي
13/ 2/ 1433 هـ