كراهية ضرب الصبي الرضيع ضربا موجعا
عن أم الفضل لبابة بنت الخحارث رضي الله عنها قالت:
رأيت كأن في بيتي عضوا من أعضاء رسول الله صلى الله عليه وسلم.
قالت: فجزعت من ذلك، فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكرت ذلك له،
فقال: " خيرا رأيت، تلد فاطمة غلاما، فتكفلينه بلبن ابنك قُثَم "
قالت: فولدَت حسينا ، فأُعطِيتُه، فأرضعته حتى تحرك، أو فطمته،
ثم جئت به إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأجلسته في حجره، فبال، فضربت بين كتفيه،
فقال: " ارفقي بابني، رحمك الله، أو: أصلحك الله، أوجعت ابني "
قالت: قلت: يا رسول الله، اخلع إزارك، والبس ثوبا غيره حتى أغسله،
قال: " إنما يغسل بول الجارية، وينضح بول الغلام ".
وفي لفظ : أتيت النبي صلى الله عليه وسلم، فقلت: إني رأيت في منامي، في بيتي، أو حجرتي عضوا من أعضائك،
قال: " تلد فاطمة إن شاء الله غلاما، فتكفلينه " فولدت فاطمة حسينا، فدفعته إليها، فأرضعته بلبن قثم، وأتيت به النبي صلى الله عليه وسلم يوما أزوره، فأخذه النبي صلى الله عليه وسلم، فوضعه على صدره، فبال على صدره ، فأصاب البول إزاره،
فزخخت بيدي على كتفيه،
فقال: " أوجعت ابني أصلحك الله " أو قال: " رحمك الله ".
فقلت: أعطني إزارك أغسله، فقال: " إنما يغسل بول الجارية، ويصب على بول الغلام".
رواه ابن سعد في الطبقات، والإمام أحمد، وابن ماجه، وأبو يعلى، والطبراني وغيرهم وهو حديث صحيح.
ورواه أبو داود، وابن خزيمة، والحاكم وغيرهم مختصراً.
واللفظان المذكوران للإمام أحمد في المسند، بإسنادين؛ الأول حسن، والثاني صحيح.
ومعنى قولها رضي الله عنها: فزخخت بيدي على كتفيه، أي ضربته بيدي على كتفيه.
وفيه أن الضرب الموجع للطفل الرضيع مكروه، وأما الخفيف الذي لا يوجع فلا يكره.
أما الضرب المبرح للطفل الرضيع فلا يجوز.
والله أعلم.
كتبه:
د. أسامة بن عطايا العتيبي
11/ 7/ 1439 هـ