منتديات منابر النور العلمية

العودة   منتديات منابر النور العلمية > :: الـمـــنابـــر الـعـلـمـيـــة :: > الــلــغـــــــــــــــة الـــــعـــــــــربـــــــــــيــــــــــــــــة

آخر المشاركات خطب الجمعة والأعياد (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          مجالس شهر رمضان المبارك لعام 1445هـ (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          تسجيلات المحاضرات واللقاءات المتنوعة (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          جدول دروسي في شهر رمضان المبارك لعام 1445 هـ الموافق لعام2024م (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          تنبيه على شبهة يروجها الصعافقة الجزأريون الجدد وأتباع حزب الخارجي محمود الرضواني (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          صوتيات في الرد على الصعافقة وكشف علاقتهم بالإخوان وتعرية ثورتهم الكبرى على أهل السنة (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          راجع نفسك ومنهجك يا أخ مصطفى أحمد الخاضر (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          [محاضرة] وقفات مع حادثة الإفك الجديدة | الشيخ عبد الله بن مرعي بن بريك (الكاتـب : أبو عبد الله الأثري - )           »          شرح كتاب (فتح القريب المجيب في شرح ألفاظ التقريب) وكتاب (عمدة السالك وعدة الناسك) في الفقه الشافعي (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          التنبيه على خيانة الصعافقة الهابطين في نشرهم مقطعا صوتيا للشيخ محمد بن هادي بعنوان كاذب! (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع طريقة عرض الموضوع
  #1  
قديم 09-27-2014, 10:16 AM
أبو الحسن الليبي أبو الحسن الليبي غير متواجد حالياً
العضو المشارك - وفقه الله -
 
تاريخ التسجيل: Nov 2009
الدولة: ليبيا بنغازي
المشاركات: 127
شكراً: 0
تم شكره 9 مرة في 8 مشاركة
افتراضي تشنيف الأذن في معنى قولهم حاض الرجل

تشنيفُ الأذن في معنى قولهم حاضَ الرجل (1)

الحَمْدُ للهِ المحمُودِ بِكُلِّ لِسانٍ، المعبودِ في كُلِّ زَمانٍ، الَّذِي لا يَخْلُو مِنْ عِلْمِهِ مَكانٌ، ولا يشغَلُه شانٌ عن شانٍ، جلَّ عَنِ الأشباهِ والأنْدادِ، وتَنَزَّهَ عَنِ الصَّاحِبَةِ والأولادِ، ونَفِذَ حُكمُهُ في جميعِ العبادِ، لا تُمَثِّلُهُ العقولُ بالتفكيرِ، ولا تَتَوَهَّمُهُ القلوبُ بالتصوير، (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ).
(لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى والصفاتُ العُلى * الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى* لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَمَا تَحْتَ الثَّرَى * وَإِنْ تَجْهَرْ بِالْقَوْلِ فَإِنَّهُ يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفَى).
أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا، وقَهَرَ كلَّ مخلوقٍ عِزَّةً وحُكْمًا، ووسِعَ كلَّ شيءٍ رحمةً وعِلمًا، (يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْمًا)، مَوْصوفٌ بما وصفَ به نفسَهُ في كتابِهِ العظيمِ، وعلى لسانِ نَبِيِّهِ الكريمِ. (لُمعةُ الاعتقاد)

وبعد:
هل يجوز أن يُقال: حاضَ الرجلُ؟
وهل يجوز أن نقول: حاضَ الماءُ؟

الجواب:
إليكم هذه المسألة، وما حوتُهُ من فوائدٍ لغويةٍ جمةٍ ؟؟

أقول وبالله التوفيق:
هل يحيض الرجل؟
بل؛ هل يجوز للرجل أن يقول عن نفسه حِضْتُ -؟!

قال في لسان العرب:
("حوض" حاضَ الماءَ وغيرَه حَوْضاً وحَوَّضَه حاطَه وجَمَعَه.
وحُضْتُ أَحُوضُ: اتخذْتُ حَوْضاً.
واسْتَحْوَض الماءُ: اجتمع.
والحَوْضُ: مُجْتَمَعُ الماء معروف، والجمع أَحْواض وحِياض.
وحَوْضُ الرسول صلّى اللّه عليه وسلّم الذي يَسْقِي منه أُمَّته يوم القيامة حكى أَبو زيد سَقاك اللّه بِحَوْض الرسول ومن حَوْضِه،
والتَّحْوِيضُ: عمل الحَوْض والاحْتِياضُ: اتخاذُه ...

قال: (حيض) الحَيْضُ معروف، حاضَت المرأَة تَحِيضُ حَيْضاً ومَحِيضاً، والمَحِيض يكون اسماً ويكون مصدراً.
قال أَّبو إِسحق: يقال حاضَت المرأَة تحِيضُ حَيْضاً ومَحَاضاً ومَحِيضاً، قال: وعند النحويين أَن المصدر في هذا الباب بابه المَفْعَل والمَفْعِل جَيِّدٌ بالغٌ وهي حائض هُمِزت وإِن لم تَجْر على الفعل؛ لأَنه أَشبه في اللفظ ما اطرد همزه من الجاري على الفعل نحو: "قائم وصائم وأَشباه ذلك".
قال ابن سيده: ويدلُّك على أَن عين حائِضٍ همزة وليست ياء خالصة كما لعَلَّه يظنه كذلك ظانٌّ قولُهم امرأَة زائِرٌ من زيارة النساء، أَلا ترى أَنه لو كانت العين صحيحة لوجب ظهورها (واواً)، وأَن يقال زاوِر؟، وعليه قالوا: العائرُ للرَّمِد وإِن لم يجر على الفعل لمّا جاءَ مجيء ما يجب همزه وإِعلالُه في غالب الأَمر ومثله الحائشُ الجوهري حاضَت فهي حائِضة ... ) ا.هــ

وقال في تاج العروس:
(حوض)
"الحَوْضُ" مَعْرُوف وهو مُجْتَمَعُ الماءِ.
وحَوْضُ الرَّسُولِ صَلَّى اللهُ عَلَيْه وسلَّم الَّذِي يَسْقِي منه أُمَّتَهُ يَوْمَ القِيَامَةِ حَكَى أَبُو زَيْدٍ: سَقَاكَ اللهُ بِحَوْضِ الرَّسُولِ ومِنْ حَوْضِهِ. "جمع حِيَاضٌ وأَحْوَاضٌ". قال رُؤْبَةُ:
أَنْتَ ابْنُ كُلِّ سَيِّدٍ فَيّاضِ = جَمِّ السِّجَالِ مُتْرَع الحِيَاضِ
واختُلف في اشْتقَاقه فقِيل: "مِنْ حَاضَتِ المَرْأَةُ" حَيْضاً إِذَا سَالَ دَمُهَا وسُمِّيَ به؛ لأَنَّ المَاءَ يَحِيضُ إِلَيْه أَي يَسِيلُ.
قال الأَزْهَرِيّ: والعَرَبُ تُدْخِلُ الْوَاوَ على الْيَاءِ والْيَاءَ على الْوَاوِ؛ لأَنَّهما من حَيِّز وَاحِد ....
قِيلَ: "مِنَ حَاضَ المَاءَ" يَحُوضُه حَوْضاً إِذا "جَمَعَه" وحَاطَه. حَاضَ يَحُوضُ "حَوْضاً: اتَّخَذَهُ". "وحَوْضُ الحِمَارِ: سَبٌّ أَي مَهْزُومُ الصَّدْرِ" نَقَلَهُ الصَّاغَانِيّ وهو مَجَازٌ.
"وذُو الحَوْضَيْن": لَقَبُ "عَبْدِ المُطَّلِب واسمُه شَيْبَةُ أَو عَامِرُ بنُ هاشِم" بنِ عَبْد مَنَافٍ شَيْخ البَطْحَاءِ قال عَلِيٌّ رَضِيَ اللهُ عَنْه:
"أَنا ابنُ ذِي الحَوْضَيْنِ عَبْدِ المُطَّلِبْ ذُو الحَوْضَيْن "الحَسْحَاسُ ابنُ" - هكَذَا في النُّسَخ والصَّوابِ - مِنْ "غَسَّان" كما في العُبَابِ والتَّكْمِلَة.
"وحَوْضَى كسَكْرَى: ع "كما في الصّحاح والعُبَاب وأَنْشَدَ لأَبِي ذُؤَيْب:
"مِن وَحْشِ حَوْضَى يُرَاعِي الصَّيْدَ مُنْتَبِذاً = كأَنَّهُ كَوْكَبٌ في الجَوِّ مُنْحَرِدُ ...

قال:
(حاض)
"حَاضَتِ المَرْأَةُ تَحِيضُ حَيْضاً ومَحِيضاً" زَادَ أَبو إِسْحَاقَ: "ومَحَاضاً فهي حائِضٌ" هُمِزَتْ وإِنْ لم تَجْرِ على الفعْلِ؛ لأَنَّه أَشْبَهَ في اللَّفْظ ما اطَّرَدَ هَمْزه من الجَارِي على الفِعْلِ نَحْو قائِمٍ وصائمٍ وأَشْبَاهِ ذلِكَ . قال ابنُ سِيدَه: ويَدُلُّك على أَنَّ عَيْنَ حائِضٍ هَمْزَةٌ وليْسَت ياءً خالصَةً كما لَعَلَّه يَظُنُّه كَذلِكَ ظَانٌّ قَوْلُهم: امْرَأَةٌ زائِرٌ من زِيَارَةِ النِّسَاءِ.
أَلا تَرَى أَنَّه لو كَانَتِ العيْنُ صَحِيحَةً لوَجَبَ ظُهُورُهَا واواً وأَن يُقَالَ: زَاوِر وعَلَيْه قَالُو: العَائِرُ للرَّمِدِ وإِنْ لم يَجْرِ على الفِعْل لمَّا جاءَ مَجيءَ ما يَجِب هَمْزُهُ وإِعْلالُه في غَالِبِ الأَمْرِ ومِثْلُه الحَائِشُ.
قَال الجَوْهَرِيّ: حاضَتْ فهي "حائِضَةٌ" عن الفَرّاءِ وأَنْشَدَ:
رَأَيْتُ حُيُونَ العَامِ والعامِ قَبْلَهُ = كحائِضَة يُزْنَى بها غَيْرَ طاهِرِ "من" نِسَاءٍ "حَوَائِضَ وحُيَّضٍ".
قال أَبُو المُثَلَّم الهُذَلِيّ:
مَتَى ما أَشَأْ غَيْرَ زَهْوِ المُلُو = كِ أَجْعَلْكَ رَهْطاً عَلَى حُيَّضِ
وقال ابن خالَوَيْه: يقال: حاضَتْ ونُفِستْ ودَرَسَتْ وطَمِثَتْ وضَحِكَتْ وكادَتْ وأَكْبَرَتْ وصَامَتْ وزادَ غَيْرُه: تَحَيَّضَتْ وعَرَكَتْ أَيْ "سَالَ دَمُها".
قال شَيْخُنَا: ولِلحَيْضِ أَسماءٌ فَوْقَ الخَمْسَةَ عَشَرَ.
وقال المُبرِّدُ: سُمِّيَ الحَيْضُ حَيْضاً من قَوْلهم: حَاضَ السَّيْلُ إِذا فاضَ.
وقال أَبُو سَعِيد: حاضَتْ: إِذَا سَالَ الدَّمُ مِنْهَا في أَوْقَاتٍ مَعْلُومة. قَولُه تَعالَى: "يَسْأَلُونَكَ عَنِ المَحِيضِ" قال الزَّجّاجُ: "المَحِيضُ" في هذِه الآيَةِ المَأْتَى مِن المَرْأَة؛ لأَنَّهُ مَوْضِعُ الحَيْضِ فكَأَنَّهُ قال: اعْتَزِلُوا النِّسَاءَ في مَوْضِعِ الحَيْضِ ولا تُجامِعُوهُنّ في ذلِكَ المَكَانِ. فهو "اسمٌ ومَصْدَرٌ.
قِيلَ: ومِنْهُ الحَوْضُ لأَنَّ الماءَ" يَحيضُ أَي "يَسِيلُ إِلَيْه".
قال: والعَرَبُ تُدْخِلُ الْوَاوَ على الْيَاءِ والْيَاءَ على الْوَاوِ؛ لأَنَّهُمَا من حَيَّزٍ وَاحِد وهو الهَوَاءُ وهما حَرْفَا لِينٍ. قاله الأَزْهَرِيّ ونَقَلَه الصَّاغَانِيُّ أَيْضاً، فلا عِبْرَةَ باسْتِبْعَادِ شَيْخِنا له وهو ظاهِرٌ.
"والحَيْضَةُ: المَرَّةُ" الوَاحِدَةُ أَي مِنْ دُفَعِ الحَيْضِ ونُوَبِهِ.
الحِيضَةُ "بالكَسْر: الاسْمُ" والجَمْعُ الحِيَضُ كما في الصّحاحِ. وفي حَدِيثِ أُمِّ سَلَمَةَ: "لَيْسَتْ حِيضَتُكِ في يَدِكِ" هو بالكَسْرِ الاسْمُ من الحَيْضِ والحالُ التي تَلْزَمُهَا الحَائِضُ من التَّجَنُّبِ كالجِلْسَةِ والقِعْدَةِ من الجُلُوسِ والقُعُودِ.
الحِيضَةُ أَيْضاً: "الخِرْقَةُ" الَّتِي "تَسْتَثْفِر بِهَا" المَرْأَةُ.
وقَالَت عَائِشَةُ رَضيَ اللهُ عنها: "لَيْتَني كُنْتُ حِيضَةً مُلْقَاةً".
"والتَّحْيِيضُ: التَّسْيِيلُ" قال عُمَارَةُ بنُ عَقِيلٍ:
"أَجالَتْ حَصَاهُنَّ الذَّوَارِي وحَيَّضَتْ عَلَيْهِنّ حَيْضَاتُ السُّيُولِ الطَّوَاحِمِ .... ا.هــ

وقال في مختار الصحاح:
(ح و ض) الحَوْضُ واحد الأحْوَاض والحِيَاض وحاض الرجلُ اتخذَ حَوْضاً وبابه قال، واسْتَحْوَضَ الماءُ اجتمَعَ.
قال:
(ح ي ض) حاضت المرأةُ من باب باع ومَحِيضاً أيضاً فهي حَائِضٌ وحَائِضة أيضاً عن الفَرّاء.
ونِسَاء حُيَّض وحَوَائِض.
والحَيْضة المَزة الواحدة. والحِيضَة بالكسر الاسم والجَمْع الحِيَض.
والحِيضة بالكسر أيضاً الخِرْقة التي تَسْتَنْفِر بها المرأةُ.
قالت عائشة رضي الله عنها لَيْتَني كُنْتُ حِيضَةً مُلْقاة.
وكذا المَحِيضة والجَمْعُ المَحَايض. واسْتُحِيضَتِ المرأة استمرَّ بها الدَّمُ بعد أيامها فهي مُسْتَحاضة. وتَحَيّضَتْ قَعَدت أيام حَيْضها عن الصَّلاَة. وفي الحديث (تَحَيَّضِي في عِلْم الله سِتَاً أو سَبْعاً). ا.هــ

وقال في الصحاح في اللغة:
(حيض)
حاضَتْ المرأةُ تَحيضُ حَيْضاً ومَحيضاً، فهي حائِضٌ وحائِضَةٌ أيضاً، عن الفراء. وأنشد:
كحائِضَةٍ يُزْنها بها غَيْرَ طاهِرِ.
ونساءٌ حُيَّضٌ وحَوائِضُ.
والحَيْضَةُ: المَرَّةُ الواحدةُ. والحيضَةُ بالكسر: الاسمُ، والجمعُ الحِيَضُ.
والحيضَةُ أيضاً: الخِرقةُ التي تستَثْفِرُ بها المرأة.
قالت عائشة رضي الله عنها: ليتني كنت حيضَةً مُلقاةً. وكذلك المِحْيَضَةُ، والجمع المَحايِضُ. واسْتُحيضَتِ المرأة، أي استمرَّ بها الدم بعدَ أيَّامها، فهي مُسْتَحاضَةٌ. وتَحَيَّضَتْ، أي قعدتْ أيامَ حَيْضِها عن الصلاة. وحاضَتِ السَمُرَةُ حَيْضاً، وهي شجرة يسيل منها شيءٌ كالدم. ا.هــ

مما سبق بيانه أقــول:
أن الفعل (حاض) يأتي منه المضارع (يحيضُ)، فتقول:
حاض الرجل حوضاً، أي: عمل الرجلُ حوضاً.
وحضتُ الماءَ، أي: جمعتُ الماءَ.
وتقول: حاضت المرأة تحيض بالياء (2)...

ويأتي منه المضارع (يحوض)، فتقول:
حاض الرجلُ يحوض، يعني: اتخذ حوضا أو بناه، وفي هذا قال الرازي: وبابه (قال).
قلتُ: معناه أنه واوي العين (قول) لا يائها (قيل) ... فتقول: (قال – يقول) على (حاض – يحوض).
ونقول: (قال) من باب (باع).

فباب (باع) وهو الذي انقلبت ألفه إلى ياء في المضارع نحو: (باع – يبيع، على وزن فعل – يفعل)
فنقول: (حاض – يحيض، على وزن فعل – يفعل).
قال الرازي: ويقال بِيعَ الشيءُ على ما لم يُسَمَّ فاعلُه بكسر الباء ومنهم من يقلب الياء واواً، فيقول: بوع الشيء، وكذا تقول في كِيلّ وقِيلَ وأشباههما.
وبايَعَه من البَيْع والبَيْعة جميعاً، وتبايَعَا مثله، واستباعَه الشيءَ سأله أن يبِيعَهُ منه. والبِيعَةُ كنيسةٌ للنصارى. أ.هــ

وباب (قال) وهو الفعل الذي انقلبت ألفهُ واواً في المضارع، نحو (قال – يقول، على وزن حاض – يحوض)، فنقول:
(حاض – يحوض ... على وزن فعل – يقول).

أقول:
وبعض الأفعال إذا جاء مضارعها واويا كان له معنى مغاير لما لو جاء يائيا، نحو:
(قال):
فنقول (قال) بمعنى: (تكلم) ...
وفي الصحاح في اللغة:
(قول)
قال يقول قولاً، وقَوْلَةً، ومَقالاً، ومقالَةً. ويقال: كَثُرَ القيلُ والقالُ. وفي الحديث: " نَهى عن قيلٍ وقالٍ" وهما اسمان. وفي حرفِ عبد الله: "ذلك عيسى ابنُ مريمَ قَوْلَ الحَقِّ الذي فيه يَمتَرون"، وكذلك القالَةُ، يقال: كَثُرَت قالَةُ الناس.
وأصلُ قلتُ قَوَلْتُ بالفتح، ولا يجوز أن يكون بالضم؛ لأنه يَتَعدَّى. ورجلٌ قَؤولٌ. وقومٌ قُوُلٌ. ورجلٌ مِقْوَلٌ ومِقْوالٌ، وقُوَلَةٌ، وقَوَّالٌ، وتِقْوالةٌ، أي لَسِنٌ كثير القَوْلِ. والمِقْوَلُ: اللسان. والمِقْوَلُ: القَيْلُ بلغةِ أهل اليمن، والجمع المَقاوِلُ. والقَيْلُ: مَلِكٌ من ملوكِ حِمْيَر دونَ الملك الأعظم، والمرأةُ قَيْلَةٌ، وأصله قَيِّلٌ بالتشديد، كأنه الذي له قَوْلٌ، أي يَنْفُذُ قولُهُ، والجمع أقْوالٌ وأقْيالٌ أيضاً، ومن جمعه على أقْيالٍ لم يجعلِ الواحد منه مشدّداً. والقُوَّلُ: جمع قائل. والقالُ: الخشبةُ التي تَضربُ بها القُلَةُ. ويقال: قَوَّلْتَني ما لم أقلْ، وأقْوَلْتَني ما لم أقُلْ، أي ادَّعَيْتَهُ عَلَيَّ. وَتَقَوَّلَ عليه: أي كذب عليه. واقتالَ عليه: تحَكَّمَ. وقال:
ومَنْزِلَةٌ في دار صدْقٍ وغِبْطَةٍ ... وما اقتالَ من حُكْمٍ عليَّ طَبيبُ
وقاوَلْتُهُ في أمره وتَقاوَلْنا، أي تَفاوضنا. ا.هــ

ونقول (قال) بمعنى: (النوم في الظهيرة)
وفي الصحاح في اللغة:
(قيل)
القائلةُ: الظَهيرةُ. يقال: أتانا عندَ القائلةِ، وقد يكون بمعنى القَيْلولةِ أيضاً، وهي النَوْمُ في الظَهيرَةِ. تقول: قال يَقيلُ قيْلولةً، وقيْلاً، ومَقيلاً، وهو شاذٌّ، وقُيَّلٌ أيضاً بالتشديد. وما أكلأَ قائلتَهُ، أي نومَهُ؛ ولا يقال ما أَقْيَلَهُ.
والقيْلُ أيضاً: شُرْبُ نصف النهارِ. يقال: قَيَّلَهُ فَتَقَيَّلَ، أي سقاهُ نِصف النهار فشربَ.
ويقال: هو شَروبٌ للقَيْل، إذا كان مِهيافاً دقيقَ الخصرِ، يحتاجُ إلى شُربِ نصف النهار.
وأَقَلْتُهُ البيْعَ إقالةً، وهو فسْخُهُ. وربَّما قالوا: قِلْتُهُ البيْعَ، وهي لغةٌ قليلةٌ. واسْتَقَلْتُهُ البيعَ فأَقالَني إيَّاهُ. وتقيَّلَ فلانٌ أباهُ، أي أشبَهَهُ. ا.هــ

وبهذا تبين أن الفارق لا يظهر إلا في المضارع، فــ نقول: (قال – يقول)، أي: (تكلم – يتكلم).
ونقول: (قال - يقيل)، أي: (النوم في الظهيرة).

فهل عرفتم الآن معنى (حاض الرجلُ)؟ وهل صدقتم أنه يجوز أن نقول: حاض الرجلُ.

أخيراً... ولسان العرب أوسع الألسنة مذهباً، وأكثره ألفاظاً، فهو اللسان الذي أنزل به القرآن الكريم، قال تعالى في سورة يونس: {إِنَّا أَنزَلْنَاهُ قُرْآناً عَرَبِيّاً لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ}.

قال الثعالبي في فقه اللغة:
من أحب الله تعالى أحب رسوله محمداً صلى الله عليه وسلم، ومن أحبَّ الرسول العربي أحبَّ العرب، ومن أحبَّ العرب أحبَّ العربية التي بها نزل أفضل الكتب على أفضل العجم والعرب، ومن أحبَّ العربية عُنيَ بها، وثابر عليها، وصرف همَّته إليها، ومن هداه الله للإسلام وشرح صدره للإيمان وآتاه حسن سريرة فيه، اعتقد أن محمداً صلى الله عليه وسلم خير الرسل، والإسلام خير الملل، والعرب خير الأمم، والعربية خير اللغات والألسنة، والإقبال على تفهمها من الديانة، إذ هي أداة العلم ومفتاح التفقه في الدين وسبب إصلاح المعاش والمعاد، ثم هي لإحراز الفضائل، والاحتواء على المروءة وسائر أنواع المناقب، كالينبوع للماء والزند للنار، ولو لم يكن في الإحاطة بخصائصها والوقوف على مجاريها ومصارفها والتبحر في جلائها ودقائقها، إلا قوة اليقين في معرفة إعجاز القرآن، وزيادة البصيرة في إثبات النبوة، لبتي هي عمدة الإيمان، لكفى بهما فضلا يَحْسُنُ فيهما أثره، ويطيب في الدارين ثمره، فكيف وأيسر ما خصَّها الله عزَّ وجلَّ به من ضروب الممادح يُكِلُّ أقلام الكتبة ويتعب أنامل الحسبة.
ولِما شرفها الله تعالى عزَّ اسمه وعظَّمها، ورفع خطرها وكرَّمها، وأوحى بها إلى خير خلقه، وجعل لسانَ أمينه على وحيه، وخلفائه في أرضه ... ا.هــ

وقال شاعر النيل حافظ إبراهيم على لسان اللغة العربية:
وسِعتُ كِتابَ اللهِ لَفظاً وغاية = وما ضِقْتُ عن آيٍ به وعِظاتِ
فكيف أضِيقُ اليومَ عن وَصفِ آلة = وتَنْسِيقِ أسماءٍ لمُخْترَعاتِ
أنا البحر في أحشائه الدر كامن = فهل سالوا الغواص عن صدفاتي

اللهم إنا نسألك الإخلاص في القول والعمل
وصلى الله على النبي الأمين المبعوث رحمةً للعالمين وعلى آله وصحبه أجمعين وسلم تسليماً كثيراً إلى يوم الدين

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين

وكتب
أبو الحسن عمران محمد على المختار السليماني الليبي

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1): ش ن ف: الشَّنْف القُرْط الأعْلَى والجمع شُنُوف كفَلْسٍ وفُلُوس.
وشَنَّفَ المرأةَ فتَشَنَّفَت هي مِثْل قَرَّطَها فَتَقَرَّطَت.
(2): قال القرطبي في سورة هود عند تفسير قوله تعالى: الآية (71): {وَامْرَأَتُهُ قَائِمَةٌ فَضَحِكَتْ فَبَشَّرْنَاهَا بِإِسْحَاقَ وَمِنْ وَرَاءِ إِسْحَاقَ يَعْقُوبَ}
"الثامنة:- قوله تعالى: {وَامْرَأَتُهُ قَائِمَةٌ} ابتداء وخبر، أي قائمة بحيث ترى الملائكة.
قيل: كانت من وراء الستر.
وقيل: كانت تخدم الملائكة وهو جالس.
وقال محمد بن إسحاق: قائمة تصلي، وفي قراءة عبدالله بن مسعود "وامرأته قائمة وهو قاعد".
التاسعة:- {فَضَحِكَتْ} قال مجاهد وعكرمة: حاضت، وكانت آيسة؛ تحقيقا للبشارة؛ وأنشد على ذلك اللغويون:
وإني لآتي العرس عند طهورها ... وأهجرها يوما إذا تك ضاحكا
وقال آخر:
وضحكت الأرانب فوق الصفا ... كمثل دم الجوف يوم اللقا
والعرب تقول: ضحكت الأرنب إذا حاضت؛ وروي عن ابن عباس رضي الله عنهما وعكرمة؛ أخذ من قولهم: "ضحكت الكافورة - وهي قشرة الطلعة - إذا انشقت". وقد أنكر بعض اللغويين أن يكون في كلام العرب ضحكت بمعنى حاضت.
وقال الجمهور: هو الضحك المعروف، واختلفوا فيه؛ فقيل: هو ضحك التعجب؛ قال أبو ذؤيب:

فجاء بمزج لم ير الناس مثله ... هو الضحك إلا أنه عمل النحل
وقال مقاتل: ضحكت من خوف إبراهيم، ورعدته من ثلاثة نفر، وإبراهيم في حشمه وخدمه؛ وكان إبراهيم يقوم وحده بمائة رجل. قال: وليس الضحك الحيض في اللغة بمستقيم. وأنكر أبو عبيد والفراء ذلك؛ قال الفراء: لم أسمعه من ثقة؛ وإنما هو كناية...." أ.هــ
قلتُ: قال في لسان العرب:
"... وضَحِكَتِ المرأةُ حاضت وبه فسر بعضهم قوله تعالى فضَحِكَتْ فبشرناها بإسحق وقد فسر على معنى العَجَب أَي عَجِبَتْ من فزع إبراهيم عليه السلام وروى الأزهري عن الفراء في تفسير هذه الآية لما قال رسول الله عز وجل لعبده ولخليله إبراهيم (لا تخف) ضَحِكتْ عند ذلك امرأَته وكانت قائمة عليهم وهو قاعد فَضَحِكت فبُشرت بعد الضَّحِك بإسحق وإنما ضحكت سروراً بالأمن؛ لأنها خافت كما خاف إبراهيم.
وقال بعضهم: هذا مقدَّم ومؤخر المعنى فيه عندهم فبشرناها بإسحق فضحكت بالبشارة.
قال الفراء: وهو ما يحتمله الكلام والله أعلم بصوابه، قال الفراء: وأما قولهم فضحكت حاضت فلم أسمعه من ثقة.
قال أَبو عمرو: وسمعت أبا موسى الحامض يسأل أبا العباس عن قوله فضحكت أي حاضت وقال إنه قد جاء في التفسير فقال: ليس في كلام العرب والتفسير مسلم لأهل التفسير ..." أ.هــ
__________________
قال العلامة ربيع بن هادي المدخلي - حفظه الله -
" يجب على المسلم أن يكون عزيزاً عفيفاً ورعاً صداقاً يتحرى الصدق ويكون من الصادقين الشرفاء وليحذر من أهل الكذب التافهين الرويبضات ؛ فإنه في زمان فشى فيه الكذب وإشاعة الأكاذيب ، حيث ينطبق على كثير من أهله قول النبي - صلى الله عليه وسلم - الصادق المصدوق: سيأتي على الناس سنوات خداعات ، يصدق فيها الكاذب ، ويكذب فيها الصادق ، ويؤتمن فيها الخائن ، ويخون فيها الأمين ، وينطق فيها الرويبضة ، قيل وما الرويبضة؟ قال: الرجل التافه ؛ يتكلم في أمر العامة "
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 09-27-2014, 02:21 PM
أبو الحسين الحسيني أبو الحسين الحسيني غير متواجد حالياً
طالب علم - وفقه الله -
 
تاريخ التسجيل: Oct 2010
المشاركات: 154
شكراً: 1
تم شكره 5 مرة في 4 مشاركة
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي الكريم بوركت
الفرق بين حاض يحوض وبين حاض يحيض أن الأول متعدي والآخر لازم
وأن الثاني لا يطلق إلا على المرأة لهذا يقولون امرأة حائض و لايقولون حائضة لعدم الحاجة إلى تاء التأنيث لأن هذا الوصف لا يقوم إلا بالأنثى .
ومثل حاض
هوى يهوي بكسر الواو وهوى يهوى بفتح الواو
هوى يهوي ( بكسر الواو ) : انتقل بسرعة
هوى يهوى ( بفتح الواو ) : من الهوى هوى النفس
قال ابن منظور في لسان العرب15/371 : " هوى هوياً وهاوى سار سيراً شديداً وفي صفته صلى الله عليه وسلم كأَنَّما يَهْوِي مِن صَبَبٍ أَي يَنْحَطُّ وذلك مِشية القَوِيّ من الرجال وهوى يهوي هَوِيًّا بالفتح إِذا هبط وهَوَى يَهْوِي هُوِيًّا بالضم إِذا صَعِدَ وقيل بالعكس وهَوَى يَهْوِي هُوِيًّا إِذا أَسرع في السير وفي حديث البراق ثم انْطَلَق يَهْوِي أَي يُسْرِعُ والمُهاواةُ المُلاجَّةُ والمُهاواةُ شدَّة السير وهاوَى سارَ سَيْراً شديداً ".
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 09-27-2014, 07:44 PM
أبو الحسن الليبي أبو الحسن الليبي غير متواجد حالياً
العضو المشارك - وفقه الله -
 
تاريخ التسجيل: Nov 2009
الدولة: ليبيا بنغازي
المشاركات: 127
شكراً: 0
تم شكره 9 مرة في 8 مشاركة
افتراضي

أخي الحبيب ومعلمي الأريب أبا الحسين الحسيني
بارك الله فيك واحسن الله إليك على إفادتك الطيبة وتعليقك المفيد
__________________
قال العلامة ربيع بن هادي المدخلي - حفظه الله -
" يجب على المسلم أن يكون عزيزاً عفيفاً ورعاً صداقاً يتحرى الصدق ويكون من الصادقين الشرفاء وليحذر من أهل الكذب التافهين الرويبضات ؛ فإنه في زمان فشى فيه الكذب وإشاعة الأكاذيب ، حيث ينطبق على كثير من أهله قول النبي - صلى الله عليه وسلم - الصادق المصدوق: سيأتي على الناس سنوات خداعات ، يصدق فيها الكاذب ، ويكذب فيها الصادق ، ويؤتمن فيها الخائن ، ويخون فيها الأمين ، وينطق فيها الرويبضة ، قيل وما الرويبضة؟ قال: الرجل التافه ؛ يتكلم في أمر العامة "
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
طريقة عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:11 AM.


powered by vbulletin