الفوائد المستنبطة من اصول السنة للإمام أحمد/ الحلقة الثانية
قال الإمام احمد رحمه رحمه الله:( وترك البدع ، وكل بدعة فهي ضلالة ، وترك الخصومات ، والجلوس مع أصحاب الأهواء ، وترك المراء والجدال والخصومات في الدين)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الشرح/
أن من ممّيزات المنهج السلفي وممّا يميز دعاته الاهتمام بالتصفية والتربية ومن أعظم أركان التصفية التحذير من البدع والمبتدعين فما تفرقت الأمة وضعفت وما تغير الدين عند الكثير وتغيرت عقائدهم بما لاينكره عاقل إلا بسبب البدع ودعاتها ، فلذلك أهتم علماء الإسلام منذ العصور الأولى في بيان أهمية الحذر من البدع ودعاتها .فهذه اصول مهمة نبه عليها جميع علماء ا لسنة المتقدمين والمتاخرين
ومع ذلك فأهل السنة في هذا الباب كما هو الحال في غيره وسط بين منهج الحدادية الغلاة الذين لم يسلم من ألسنتهم العلماء كالشيخ الالباني وابن عثيمين ولا زال أتباعهم يهاجمون علماء السنة في كتبهم ومواقعهم الالكترونية والله المستعان . وبين منهج دعاة التميّع الذين لافرق عندهم بين صاحب سنة وصاحب بدعة بل المهم التكتل تحت الحزب الفلاني أو الجماعة الفلانية .
فلذلك تحت هذه الفقرة من كلام الإمام احمد نضع عدة فوائد منها :
الفائدة الأولى / معنى البدعة اصطلاحاً "" البدعة هي طريقة في الدين مخترعة تضاهي الشرعية يقصد بالسلوك عليها المبالغة في التعبد لله سبحانه اختار هذا التعريف الشاطبي في الاعتصام 0
الفائدة الثانية / "" أقسام البدع ""
أ/ البدع الحقيقية :- وهي التي لم يدل عليها دليل شرعي ولا سنة ولا أجماع ولا استدلال
معتبر عند أهل العلم لا في الجملة ولا في التفصيل " ذكره الشاطبي في الاعتصام .
ومثال البدع الحقيقية المنتشرة في بلادنا 0
إطلاق النار في إتباع الجنائز .
إقامة المآتم0
إقامة الموالد للنبي ( صلى الله عليه وسلم) … وبعض الصالحين 0
ب/ البدعة الإضافية :- هي التي لها شائبتان .
أحداهما / لها من الأدلة متعلق فلا تكون من تلك الجهة بدعة .
والأخرى / ليس لها متعلق إلا مثل ما للبدعة الحقيقية "
والفرق بينهما في المعنى / إن الدليل من جهة الأصل قائم ومن جهة الكيفية أو الأحوال أو التفاصيل لم يقم عليها ، مع إنها محتاجة إليه ، لأن الغالب وقوعها في التعبدات لا في العاديات المحضة .مثل صلاة الرغائب .. وهي اثنتا عشرة ركعة من أول رجب . التأذين للعيدين
الصلوات بعد الأذان مع رفع الصوت وجعلها بمنزلة ألفاظ الأذان .
وعليه فان البدعة الحقيقية أعظم وزراً لأنها مخالفة للسنة وخروج ظاهر كالقول بالقدر والتحسين والتقبيح وإنكار خبر الواحد وإنكار الإجماع والقول بالأمام المعصوم وما أشبه ذلك ..
الفائدة الثالثة/ "" حكم البدع في الدين""
ان البدع محرمة لانها ضلالة قال تعالى " (أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ وَلَوْلا كَلِمَةُ الْفَصْلِ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ وَإِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ) (الشورى:21) والبدع تشريع لم يأذن به الله تعالى00
وقال عليه الصلاة والسلام "كل بدعة ضلالة " وإذا كانت ضلالة فهي محرمة00 وقد أطال الشاطبي ( رحمه الله ) في ذكر الأدلة من الكتاب والسنة في ذم البدع وكذلك أقوال السلف في ذمها .
((يتبع))
أسباب البدع "الفائدة الرابعة / "" [1]
:قال الشيخ الفوزان (حفظه الله ):ألاسباب التي أدت إلى ظهور البدع في الدين تتلخص في الأمور التالية :
الأول/الجهل بأحكام الدين
الثاني /أتباع الهوى
الثالث/التعصب للآراء والأشخاص
الرابع/التشبه بالكفار
الفائدة الخامسة / "" خطورة البدع ""
أ/ إنها سبب للتفرق : قال تعالى " (وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) (الأنعام:153)وقال عليه الصلاة والسلام " من يعش منكم فسيرى اختلافاً كثيراً فعليكم بسنـتي وسنة الخلفاء الراشدين المهدين )رواه أبو داود وابن ماجه وصححه الألباني"رحمه الله"
وهذين النصين فيهما دلالة واضحة انه من ترك السنة فقد جانب الصراط المستقيم ومن أعظم أسباب مجانبة الصراط هي البدع
ب/ سبب للخروج من الدين : قال تعالى (أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ وَلَوْلا كَلِمَةُ الْفَصْلِ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ وَإِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ(
وقال عليه الصلاة والسلام في الخوارج " يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية " رواه البخاري قال ابراهيم النخعي "لاتجالس أهل الأهواء فأن مجالستهم تذهب بنور الأيمان من القلوب "- وكان السلف يقولون" البدعة بريد الكفر "
ج- إن البدعة سبب لتغير الدين … وما تغيرت وتبدلت الأديان السابقة الأ بالبدع حتى أصبحت ديناً .
قال تعالى (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإسلام دِيناً)(المائدة: من الآية3) … " ولسان حال المبتدع يقول إن الشريعة ناقصة فلذلك يجب استدراكها وما من بدعة تحدث الأ أماتت مكانها سنة …
د- سبب لعدم قبول العبادة ؟ لأن العبادة لا تقبل حتى تكون خالصة لوجه الله تعالى وعلى شريعته كما.
قال تعالى(قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحاً وَلا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَداً) (الكهف:110)وقال عليه الصلاة والسلام "من أحدث في أمرنا هذا ماليس منه فهو رد "رواه البخاري
إعداد حسن العراقي
[1] راجع كتاب عقيدة التوحيد للشيخ صالح الفوزان "ص108