منتديات منابر النور العلمية

العودة   منتديات منابر النور العلمية > :: الـمـــنابـــر الـعـلـمـيـــة :: > المـــنـــــــــــــــــــــبـــــــــر الــــــــعـــــــــــــــــــــام > منبر الردود السلفية والمساجلات العلمية

آخر المشاركات خطب الجمعة والأعياد (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          مجالس شهر رمضان المبارك لعام 1445هـ (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          تسجيلات المحاضرات واللقاءات المتنوعة (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          جدول دروسي في شهر رمضان المبارك لعام 1445 هـ الموافق لعام2024م (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          تنبيه على شبهة يروجها الصعافقة الجزأريون الجدد وأتباع حزب الخارجي محمود الرضواني (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          صوتيات في الرد على الصعافقة وكشف علاقتهم بالإخوان وتعرية ثورتهم الكبرى على أهل السنة (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          راجع نفسك ومنهجك يا أخ مصطفى أحمد الخاضر (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          [محاضرة] وقفات مع حادثة الإفك الجديدة | الشيخ عبد الله بن مرعي بن بريك (الكاتـب : أبو عبد الله الأثري - )           »          شرح كتاب (فتح القريب المجيب في شرح ألفاظ التقريب) وكتاب (عمدة السالك وعدة الناسك) في الفقه الشافعي (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          التنبيه على خيانة الصعافقة الهابطين في نشرهم مقطعا صوتيا للشيخ محمد بن هادي بعنوان كاذب! (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع طريقة عرض الموضوع
  #1  
قديم 01-19-2012, 01:54 AM
عبد الرحمن الغنامي عبد الرحمن الغنامي غير متواجد حالياً
موقوف - هداه الله -
 
تاريخ التسجيل: Dec 2011
المشاركات: 121
شكراً: 0
تم شكره 3 مرة في 3 مشاركة
افتراضي وتزداد الفجوة : الحلبي ومشرفوه يثبتون موضوعا فيه ذم من وصف الأشاعرة بالضلال

وتزاد الفجوة : الحلبي ومشرفوه يثبتون موضوعا فيه ذم من وصف الأشاعرة بالضلال
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم :
أما بعد :
فإن أصدق الحديث كتاب الله تعالى ، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم ، وشر الأمور محدثاتها ، وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار .
وبعد :
فهذا فصل جديد ومرحلة جديدة يمر بها الحلبي واتباعه في تهوين الخلاف مع أهل البدع والضلال والتوجع عليهم بحجة التعايش مع المخالف مع المبالغة في الطعن في العلماء المخالفين لهم في موقعهم ( كل السلفيين ) ويصدق فيهم قول شيخ الإسلام - رحمه الله- : (فالبدع تكون في أولها شبراً، ثم تكثر في الأتباع، حتى تصير أذرعاً، وأميالاً، وفراسخ !) .[مجموع الفتاوى (8 /425)].

ففي مقال مثبت في منتديات ( كل السلفيين ) لسليمان الماجد السعودي أنزله المدعو أبو الأشبال الجنيدي أحد المشرفين في موقع ( كل السلفيين ) عنوانه (من مظاهر العداوات والشحناء(التاريخيّة) بسبب (الخلافات العَقَديّة) )..
قام فيه الكاتب في البداية بنقل كلام لشيخ الإسلام وبتره حيث قال :( قال شيخ الإسلام ابن تيمية -بعد ذكر الخلافات العقدية- : ( .. وهذا التفريق الذي حصل من الأمة -علمائها ومشايخها ، وأمرائها وكبرائها - هو الذي أوجب تسلط الأعداء عليها.. وإذا تفرق القوم فسدوا وهلكوا ، وإذا اجتمعوا أصلحوا وملكوا ؛ فإن الجماعة رحمة والفرقة عذاب ) ).
وكلام شيخ الإسلام بتمامه في مجموع الفتاوى(3/ 419) : (وهذا التفريق الذي حصل من الأئمة -علمائها ومشايخها وأمرائها وكبرائها- هو الذي أوجب تسلّط الأعداء عليها ؛ وذلك بتركهم العمل بطاعة الله ورسوله؛ كما قال -تعالى- :{وَمِنَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّا نَصَارَى أَخَذْنَا مِيثَاقَهُمْ فَنَسُواْ حَظّاً مِّمَّا ذُكِّرُواْ بِهِ فَأَغْرَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاء إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَسَوْفَ يُنَبِّئُهُمُ اللّهُ بِمَا كَانُواْ يَصْنَعُونَ}.
فمتى ترك الناسُ بعض ما أمرهم الله به: وقعت بينهم العداوة والبغضاء.وإذا تفرق القوم: فسدوا وهلكوا .وإذا اجتمعوا: صلحوا وملكوا؛ فإن "الجماعة رحمة والفرقة عذاب" ).
وهو بمعنى كلامه - رحمه الله - في مجموع الفتاوى (19/274) :(( وإنما اختلف أهل الكلام لما أعرضوا عن الكتاب والسنة فلما دخلوا في البدع وقع الاختلاف وهكذا طريق العبادة عامة ما يقع فيه من الاختلاف إنما هو بسبب الإعراض عن الطريق المشروع فيقعون في البدع فيقع فيهم الخلاف )) .

فجاء الكاتب فبتر كلام شيخ الإسلام وغير المعنى المراد وهذا يدل على عدم الأمانة العلمية وطريقة استشهاد الكاتب بكلام شيخ الإسلام وطريقة عرضه للخلاف بين أهل السنة والأشاعرة يشبه إستشهاد الإخوان المسلمين بقوله بتعالى : {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً وَلا تَفَرَّقُوا} ،وفيه شبه ممن زجرهم الله عز وجل بقوله : (( ولا تلبسوا الحق بالباطل وتكتموا الحق وأنتم تعلمون)) (البقرة: 42) .
وبعد أن نقل سليمان الماجد كلام شيخ الإسلام المبتور قال :
اقتباس:
( أعرض هنا لبعض مظاهر العداوات والشحناء التي نشأت بسبب ذلك: )

ثم ذكر الكاتب ما جرى من فتن بين الحنابلة ( أهل السنة ) والأشاعرة المبتدعة ولا أدري لماذا لم يذكر الكاتب في مقاله من مظاهر العداوات والشحناء ما حصل من فتن واقتتال بين الرافضة والحنابلة ، أم له مقصد معين بذكره الأشاعرة فقط !.
ثم ذكر الكاتب أحد ائمة الشافعية في اليمن متعرضا له بالذم ! وهو شيخ الشافعية في إب، وكان على العقيدة السلفية الحنبلية وهو (سيف السنة أبو الحسن أحمد بن محمد بن عبد الله السكسكي البَرْبَهي الفقيه الشافعي أَجلّ أصحاب الشيخ يحيى بن أبي الخير العمراني صاحب البيان ، له تصانيف وكرامات؛ ومات سنة 586 هـ ) كما في[ تبصير المنتبه بتحرير المشتبه للحافظ ابن حجر - رحمه الله - (1/ 147)].
حيث قال سليمان الماجد في مقاله ذاماً لهذا الإمام :
اقتباس:

22- ضلال وزيغ :
في عام 580 هـ !! في "تاريخ اليمن" : في ترجمة أحمد بن محمد البريهي ثم السَّكسكي : كان ينسخ (.. الكتب ويوقفها ، حتى وقف أكثر من مائة كتاب في مدينة إب .. وشرط في وقفه لها أنها على أهل السنّة ، دون المبتدعة من الأشعرية وغيرهم ، وكتب في غالبها بيتين من الشعر هذا أحدهما :
هذا الكتاب لوجه الله موقوفُ**** منّا على الطالب السني موصوفُ
ما للأشاعرة الضُّلّال في حسبي**** حـقّ ولا للذي بالزيغ معروفُ).
وهذا الإمام الذي تجرأ سليمان الماجد على ذمه أنقل بعض ترجمته لبيان منزلته وإمامته ففي كتاب : [ السلوك في طبقات العلماء والملوك
لبهاء الدين محمد بن يوسف بن يعقوب الجندي الكندي (1/ 318) ] قال :

( ثم نرجع إلى ذكر علماء اليمن فمن أهل الطبقة أبو الحسن أحمد بن الفقيه محمد بن عبد الله بن سلمة بن يوسف بن إسماعيل البريهي ثم السكسكي ثم الكندي المعروف بين فقهاء اليمن المعتبرين سيف السنة أثنى عليه ابن سمرة ثناء مرضيا وقال عند ذكره ومنهم الإمام الأوحد سيف السنة زين الحنبلية أحمد بن محمد سكن إبا وأفضت إليه الرئاسة فيها جمع بين الزهد والورع والفقه والحديث تفقه بجماعة كثيرين غير ابن سمرة قد عده في أصحاب الشيخ يحيى بن أبي الخير ولم يكن بعد الشيخ للفقهاء صدر غيره إليه يرجعون وعليه في النوازل يعولون قصده الطلبة من مواضع شتى وانتفعوا به وكان عارفا مع الفقه والحديث بالنحو واللغة والأصولين وله كتب عدة في الأصول يرد بها على المعتزلة والأشعرية وكان كبير القدر شهير الذكر صاحب كرامات عديدة وكتب مفيدة من أحسن الفقهاء ضبطا للكتب وتحقيقا لها ...ولما كان في بعض الأيام دخل رجل من المحدثين الجند وأنا إذ ذاك صغير فاجتمع إليه فقهاؤها وسألوه أن يسمعهم صحيح مسلم فقال لا نسخة معي فقيل له هنا نسخة جيدة فطلبها وتصفحها وأذن لهم بالقراءة فكانوا إذا مروا على شيء قد سمعه بخلاف ما هو مضبوط بالنسخة وأرادوا إصلاح ما في النسخة عن سماعه قال لا تفعلوا فقد بلغني أن ضابط هذه النسخة كان إماما كبيرا ولم يضبط إلا عن أمر تحققه وكانت هذه النسخة نسخة هذا الإمام سيف السنة وهي إلى الآن موجودة بالجند بيد بعض ذريته من جملة كتبه التي وقفها وذلك أنه وقف كتبا عديدة على الطلبة من خطه وضبطه يكتب على كل كتاب منها
هذا الكتاب لوجه الله موقوف ** منا إلى الطالب السني مصروف
ما للأشاعرة الضلال في حسبي ** حق ولا للذي في الزيغ معروف
وبيتا آخر تركته من يتوق إليه نظره فيها وحج سنة 850 هـ فقرأ كتاب مسلم على الشيخ أبي عبد الله محمد بن عبد الله بن الحسين بن علي الهروي إمام الحنابلة بالحرم..وكان الإمام سيف السنة من عظماء علماء المسلمين وأصحابه أكثر من نشر الفقه بناحية المخلاف وكانوا أعيانا منهم ... وبالجملة فأصحابه كثيرون لا يكاد يدركهم الحصر وكان زاهدا ورعا صاحب كرامات
.. فقال ابن المعلم من هذا الفقيه فقيل له سيف السنة فقال صدق من سماه بذلك وكفى بذلك فضلا وأما ما ذكر من كراماته فكثير... وكان اشتغاله بالتدريس ومع ذلك ينسخ الكتب حتى أنه كان ينسخ في كل عام نسخة بيان ونسخة المهذب ونسخة كافي الصردفي وربما التنبيه أيضا ويأمر بالجميع إلى مكة يبعن ويشترى له بأثمانهن ورق مصري أو بغدادي وغالب كتبه من ذلك الورق وكان له مسجد صغير بالقرب من بيته يدرس فيه وقد أقام بجبلة أشهرا ودرس فيها بمسجد السنة وله به كتب موقوفة من ذلك الوقت وكان مهما حصل له من كيلة المسجد أخذ به ورقا وحبرا ونسخ به كتبا ووقفها على المسجد وله مصنفات في الأصول الدينية وكان ينكر على من يخالف مذهب السلف ويعتقد خلاف مذهبهم ولما أظهر طاهر ما أظهر من المخالفة للفقهاء ونقض التوبة التي كان أظهرها أيام أبيه وقد مضى بيانها كثر إظهاره لذلك أجمع الفقهاء على هجره والإنكار عليه مشافهة ومراسلة ومكاتبة وكان هذا من أعظمهم في ذلك ثم القاضي مسعود ولهذا في الرد عليه كتاب كبير وأخباره يطول ذكرها وكان مع كمال العلم له فتاوى نافعة توجد بيد كثير من الفقهاء وكتبه التي وقفها تزيد على المئة فقد منها بعضها وهي بمدينة إب ومنها بقية بالجند وهو صحيح مسلم وكافي الصردفي وكتب على صحيح مسلم بخطه ما مثاله وقفه أحمد بن محمد بجميع الكتب المنسوبة إليه من الحديث والأصول والفروع والفرائض والتفسير واللغة والنحو وهي ثمانون كتابا على أهل السنة يقدم فيها من يوجد فيه الشروط المذكورة يعين ببيتيه اللذين ذكرت أحدهما فيما تقدم فيها من يأخذ فيه وتركت الآخر لشهرته وعدم رضى كثير من الأشخاص به ثم قال من ذلك ذريته أي يتقدم من وجد فيه شرط البيتين من ذريته ونسله وبنيهم ونسلهم ثم قراباته من عصباته أي يتقدم من قراباته من عصباته فمن خرج عن الشرط ببدعة أو ما يرد به الشهادة خرج من الوقف فإن تاب عاد استحقاقه ولا حق في الوقف لمبتدع وإذا لم يبق مستحق من نسله فأهل السنة فيها سواء أبدا ما بقيت لعن الله من يتملكها أو يملكها أو يسعى في فساد الوقف أو يكتمها وعلى من يستحقها أن يعيرها من ينتفع بها إذا سئل بشرط الحفظ كتبه أحمد بن محمد تقبل الله منه كان الوقف سنة 584هـ ولم يزل على الحال المرضي ... وكانت وفاته ببلده في الثلث الأخير من ليلة الجمعة لعشر بقين من القعدة سنة ست وثمانين وخمسمائة...ولما دفن وعمل على قبره أحجار ليتبينه الزائر كتب على بعضها أيا قبر غاب الفقه فيك وربما ** يكذب في هذي المقالة جاهل ** ..)) .

وأما ذم سليمان الماجد هذا الإمام لوصفه الأشاعرة بالضلال والزيغ وأن هذا يسبب في تفرق الامة فهذه شبهة قد كفانا ردها الشيخ الوزير صالح بن عبد العزيز بن محمد آل الشيخ في كتابه النافع " هذه مفاهيمنا " عنما رد على كتاب كتاب "مفاهيم يجب أن تصحح" للصوفي القبوري محمد بن علوي المالكي قال فيه - حفظه الله - :
( وفي (ص38) عنون بـ (حقيقة الأشاعرة) وقال فيه:
(يجهل كثير من أبناء المسلمين مذهب الأشاعرة، ولا يعرفون من هم الأشاعرة ولا طريقتهم في أمر العقيدة..ولا يتورع البعض أن ينسبهم إلى الضلال أو يرميهم بالمروق من الدين والإلحاد في صفات الله، وهذا الجهل بمذهب الأشاعرة سبب تمزق وحدة أهل السنة..الخ).
نقول: مذهب الأشاعرة في العقيدة معروف، ومخالفاته لمذهب أهل السنة محررة معلومة، فيجب هنا أن نذكر طرفاً من حال الأشاعرة ليتضح حالهم، ولا يلتبس الآمر فأقول: الأشاعرة جمع أشعري وهي نسبة إلى الإمام أبي الحسن علي بن إسماعيل الأشعري جده البعيد أبو موسى الأشعري - رضي الله عنه -، ولد سنة 260 تقريباً وتوفي سنة 324هـ.
مات أبوه فتزوجت أمه بعده أحد رؤوس المعتزلة وهو: الجبائي، فتربى الأشعري في حجره، حتى كانت تلمذته له خاصة، فعرف فكره ودرس مذهبه حتى بلغ أربعين سنة فيما قيل يناظر على مذهب الاعتزال.
ثم يقال: إنه رقى يوم جمعة كرسياً، ونادى بأعلى صوته: من عرفني فقد عرفني، ومن لم يعرفني فأنا أعرفه نفسي: أنا فلان ابن فلان، كنت قلت بخلق القرآن، وأن الله لا يرى بالأبصار وأن أفعال الشر أنا أفعلها، وأنا تائب مقلع.
وقيل غير ذلك واخترت أخصرها لفظاً، والمقصود أنه تاب من اعتزاله، ثم بعد ذلك جلس في حلقة أصحاب ابن كلاّب، فأخذ منهم زماناً، فكان مذهبه المتوسط الذي ينسب إليه أتباعه هو المذهب الكلابي الذي لم يتخلص من براثن الاعتزال وهو نفي الصفات، ما عدا سبعاً منها، والقول بالأرجاء، والكلام النفسي، ونفي الحكمة عن أفعال الله وشرعه.
ثم نظر في النصوص نظرة تعلم فتاب من مذهبه ذلك، ورجع إلى مذهب أهل الحديث في الجملة، وهاك نصوصاً من كتبه مقررة لذلك.
1 - قال في "مقالات المسلمين" وهو أوثق الكتب نسبه له بعد أن سرد مذهب أهل الحديث وعقائدهم بتفصيل (1/320-325): (فهذه جملة ما يأمرون به ويستعملونه ويرونه، وبكل ما ذكرنا من قولهم نقول، وإليه نذهب، وما توفيقنا إلا بالله...).
2 - قال في "الإبانة" العبارة المشهورة المنقولة: (قولنا الذي نقول به، وديانتنا التي ندين بها التمسك بكتاب ربنا، وبسنة نبينا (، وما روي عن الصحابة والتابعين وأئمة الحديث، ونحن بذلك معتصمون، وبما كان يقول به أبو عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل نضر الله وجهه، ورفع درجته وأجزل مثوبته قائلون، ولمن خالف قوله مجانبون...) اهـ.
ولكن المنتسبين إليه بقوا على مذهبه المخالف لمذهب السلف في باب الصفات والقدر وغيره، ولم يكونوا على مذهبه الأخير الذي استقر عليه، بل بقوا على مذهبه الذي رجع عنه والذي هو ضلال وخروج عن منهج السلف، فكيف يقال إن تضليل الأشاعرة تمزيق لوحدة أهل السنة؟! بل نقول إن الدفاع عن مذهب الأشاعرة - وهو مذهب باطل - هو التمزيق لوحدة أهل السنة، حيث حسب على أهل السنة من ليس منهم ليحل مذهبهم الباطل على مذهبهم الحق ويدس في صفوفهم من ليس منهم.
قال (ص38) عن الأشاعرة:
(هم الذين قال عنهم شيخ الإسلام ابن تيمية: (والعلماء أنصار علوم الدين، والأشاعرة أنصار أصول الدين) "الفتاوى" الجزء الرابع) اهـ.
أقول:ما قال هذا شيخ الإسلام، وإنما نقله في فتوى له(4/16) عن العز بن عبد السلام من قوله، وهذا نصه:
(رأيت في فتاوى الفقيه أبي محمد فتوى طويلة، فيها أشياء حسنة، قد سئل بها عن مسائل متعددة، قال فيها: فذكر نقولاً منها قوله: قال: (وأما لعن العلماء لأئمة الأشعرية، فمن لعنهم عزر، وعادت اللعنة عليه، فمن لعن من ليس أهلاً للعنة وقعت اللعنة عليه. والعلماء أنصار فروع الدين، والأشعرية أنصار أصول الدين).
هذا كلام العز بن عبد السلام، وتعقبه شيخ الإسلام بقوله: (فالفقيه أبو محمد أيضاً إنما منع اللعن، وأمر بتعزير اللاعن لأجل من نصروه من "أصول الدين"، وهو ما ذكرناه من موافقة القرآن والسنة والحديث، والرد على من خالف القرآن والسنة والحديث ولهذا كان أبو إسحاق يقول: إنما نفقت الأشعرية عند الناس بانتسابهم إلى الحنابلة).
وهذا ظاهر عليه وعلى أئمة أصحابه في كتبهم ومصنفاتهم قبل وقوع الفتنة القشيرية ببغداد. ولهذا قال أبو القاسم ابن عساكر في "مناقبه": (ما رأيت الحنابلة والأشاعرة في قديم الدهر متفقين غير مفترقين، حتى حدثت فتنة ابن القشيري) الخ كلام الشيخ.
فعلم بهذا أن شيخ الإسلام ما أطلق بأن الأشاعرة أنصار الدين، بل إنه رد على أبي محمد بن عبد السلام إطلاقه ذلك القول؛ لأنهم إنما يمدحون بما وافقوا فيه الكتاب والسنة، ويذمون بما خالفوا فيه القرآن والحديث.
فالأشاعرة نصروا الدين في مسائل نقضوا بها على المعتزلة، وأحسنوا، ولكنهم لم يتبعوا القرآن والحديث في مسائل معروفة من الأصول، فلذا إنما نصروا جانباً، وعظمت الفتنة بهم فيما ضلوا فيه عن القرآن المجيد والحديث.
وكاتب المفاهيم ليس ذا تحرٍ في نقوله، بل إنه مقلد في عباراته، فهذه الجملة من قول العز بن عبد السلام قد نسبها إلى شيخ الإسلام ترويجاً لها رجلٌ أشعري معاصر، يقطن مكة الآن، وجل من ترى اليوم منهم شيوخاً وصغاراً منهجهم عدم التثبت، وترك التوقي، والتلبيس والتزوير، فالله المتسعان ). انتهى النقل من كتاب (هذه مفاهيمنا للشيخ صالح آل الشيخ).

ولا يأتي متحذلق فيقول أن الكاتب قصد الحنابلة لا اهل السنة والجماعة :
فيقال لهذا المتحذلق : الإمام أحمد - رحمه الله - ، والحنابلة من بعده ، ليس لهم أي اختصاص عن غيرهم من أهل السنة بعقيدة وإنما اشتهرت نسبة عقيدة أهل السنة لأحمد ؛ لموقفه المشرِّف زمن المحنة أيام الخليفة العباسي المأمون ومن بعده . وإلا فلا تميز له عن غيره من أئمة أهل السنة في العقيدة .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية :(( ولهذا ما زال كثير من أئمة الطوائف : الفقهاء وأهل الحديث والصوفية وإن كانوا في فروع الشريعة متبعين بعض أئمة المسلمين رضي الله عنهم أجمعين ، فإنهم يقولون : نحن في الأصول أو في السنة على مذهب أحمد بن حنبل ، لا يقولون ذلك لاختصاص أحمد بقول لم يقله الأئمة ، ولا طعنًا في غيره من الأئمة بمخالفة السنة ، بل لأنه أظهر من السنة التي اتفقت عليها الأئمة قبله أكثر مما أظهروه ، فظهر تأثير ذلك لوقوعه وقت الحاجة إليه ، وظهور المخالفين للسنة ، وقلة أنصار الحق وأعوانه ، حتى كانوا يشبهون قيامه بأمر الدين ومنعه من تحريف المبتدعين المشابهين للمرتدين بأبي بكر يوم الردة وعمر يوم السقيفة وعثمان يوم الدار وعلي يوم حروراء ونحو ذلك مما فيه تشبيه له بالخلفاء الراشدين فيما خلفت فيه الرسل وقام فيه مقامهم ، وكذلك سائر أئمة الدين كلٌ منهم يخلف الأنبياء بقدر ما قام به من ميراثهم وما خلفهم فيه من دعوتهم ، والله يرضى عن جميع السابقين الأولين ، والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين )) . [" بيان تلبيس الجهمية " ، ( 2 / 91 – 92 ) ] .

وأما ما ذكرمن خلاف من ابن الجوزي وابن عقيل وأبو يعلى في العقيدة فقد رد عليهم الحنابلة فالخلاف مع بعض أفراد الحنابلة حاصل وإنما المقصود المنهج العام للحنابلة وكذلك لا يستدل بأفعال الجهلة والعوام من الحنابلة .

فلا يزعم زاعم ويهم واهم أن أهل السنة والجماعة هم سبب تفرق الامة فقد قال الشاطبي - رحمه الله - في الاعتصام ( 1 / 205-208):(( وأيضا فإن فرقة النجاة ـ وهم أهل السنة ـ مأمورون بعداوة أهل البدع ، والتشريد بهم، والتنكيل بمن انحاش إلى جهتهم بالقتل فما دونه، وقد حذر العلماء من مصاحبتهم، ومجالستهم حسبما تقدم، وذلك مظنة إلقاء العداوة والبغضاء لكن الدرك فيها على من تسبب في الخروج عن الجماعة بما أحدثه من اتباع غير سبيل المؤمنين، لا على التعادي مطلقا، كيف ونحن مأمورون بمعاداتهم وهم مأمورون بموالاتنا والرجوع إلى الجماعة )) ا.هـ
وقد قال الشيخ صالح الفوزان – حفظه الله – جوابا على سؤال:( فالذي يزعم أنه على مذهب أهل السنة والجماعة يتبع طريق أهل السنة والجماعة ويترك المخالفين، أمَّا أنه يريد أن يجمع بين ( الضب والنون ) - كما يقولون -، أي : يجمع بين دواب الصحراء ودواب البحر؛ فلا يمكن هذا، أو يجمع بين النار والماء في كِفَّة؛ فلا يجتمع أهل السنة والجماعة مع مذهب المخالفين لهم كالخوارج، والمعتزلة، والحزبيين ممن يسمونهم : ( المسلم المعاصر )، وهو الذي يريد أن يجمع ضلالات أهل العصر مع منهج السلف، فـ (( لا يصلح آخر هذه الأمة إلا ما أصلح أولها ).فالحاصل أنه لا بد من تمييز الأمور وتمحيصها )) [الأجوبة المفيدة عن أسئلة المناهج الجديدة صالح بن فوزان بن عبد الله الفوزان ]. محاضرة ألقاها في حوطة سدير عام 1416هـ بعنوان (التحذير من البدع ) الشريط الثاني.

وروى ابن عبد البر بسنده عن فقيه المالكية بالمشرق ابن خويز منداد المصري "أنه قال فى كتاب الشهادات من كتابه "الخلاف" شرحاً لقول مالك لا تجوز شهادة أهل البدع والأهواء، وقال:((أهل الأهواء عند مالك وسائر أصحابنا هم أهل الكلام فكل متكلم فهو من أهل الأهواء والبدع أشعرياً كان أو غير أشعرى ولا تقبل له شهادة فى الإسلام أبداً ويهجر ويؤدب على بدعته فإن تمادى عليها استتيب منها )). [جامع بيان العلم وفضله 2/117 ]

وتأمل هذه القصة أخي القارئ قال الهروي في (ذم الكلام) :((سمعت أحمد بن نصر الماليني ت412هـ يقول: دخلت جامع عمرو بن العاص رضي الله عنه بمصر في نفر من أصحابي، فلما جلسنا جاء شيخ فقال: أنتم أهل خراسان أهل سنة، وهذا هو موضع الأشعرية فقوموا.)) انظر ( 1332) صفحة 418 ج4 .

إنني أدعو من عرف الحق وسكت ولم يبين من مشرفي كل السلفيين واعضائه ، أن يتقوا الله عز وجل وليذكروا ما عند الله تعالى في الآجل وليقطعوا مجارات المبطلين ، لأن المؤمن كما يقول ابن القيم رحمه الله : (( إذا رزق العقل الغريزي عقلا إيمانيا مستفادا من مشكاة النبوة، لا عقلا معيشيا نفاقيا يظن أربابه أنهم على شيء، ألا إنهم هم الكاذبون، فإنهم يرون العقل أن يرضوا الناس على طبقاتهم ويسالموهم ويستجلبوا مودتهم ومحبتهم، وهذا مع أنه لا سبيل إليه فهو إيثار للراحة والدعة ومؤونة الأذى في الله والمحبة فيه والبغض فيه، وهو إن كان أسلم في العاجلة فهو الهلك في الآجلة، فإنه ما ذاق طعم الإيمان من لم يحب في الله ويبغض فيه، فالعقل كل العقل ما أوصل إلى رضا الله ورسوله صلى الله عليه وسلم .)) انتهى كلامه رحمه الله.[ مفتاح دار السعادة (1/117) ].
وفقني الله وإياكم للإخلاص في القول والعمل والثبات على السنة .

ملاحظة :ذكر المشرف: (خليل بن شحادة آل عباس ) أن الحلبي على اطلاع على ما ينشر في موقعه ( كل السلفيين ) فقد كتب هذ المشرف في تعليق له:
اقتباس:
يا إخوان لا تنسوا أن هناك مشرفا عاما للموقع وليت شعري وأي مشرف هو، إنه واحد من أعلم أهل الأرض في هذا الزمان وهو أعلم بالمصالح والمفاسد.. وهو على اطلاع على ما ينشر في هذه المنتدى، ويشهد الله أنني استنكرت كثيرا مما ينشر ولكن بين لي الشيخ وإخواني المشرفين وجه المصلحة فيها.. ونعم أحيانا لم أقتنع ولكن أهل مكة أدرى بشعابها..

التعديل الأخير تم بواسطة عبد الرحمن الغنامي ; 01-19-2012 الساعة 11:06 AM
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
طريقة عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:17 PM.


powered by vbulletin